الرجيم أو الحمية عبارة عن نظام غذائي يهدف
إلى تحقيق أغراض صحية وعلاجية معينة ، وينبغي أن يتم تصميم الرجيم بواسطة خبراء
التغذية المتمرسين والدارسين لهذا المجال ، وذلك لتحقيق أقصى إستفادة ممكنة ، فضلا
عن تجنب أي تأثيرات سلبية محتملة .
يعتقد البعض أن الرجيم تقتصر فوائده على
إنقاص الوزن فحسب ، وهو أمر يحمل جزء من الحقيقة وليس كلها ، إذ أن هناك أنظمة
غذائية يتم تصميمها لأغراض أخرى ، وعموما يمكننا إجمال أنواع وأهداف الرجيم الصحي
فيما يلي ..
1. الرجيم الصحي
الذي يهدف إلى إنقاص الوزن : ويعتبر
هذا النوع من الأنظمة الغذائية هو الأكثر شيوعا وإنتشارا ، حيث يتضمن محتوى محدود
نسبيا من السعرات الحرارية بهدف حث الجسم على حرق الدهون المتراكمة بالجسم ، وهو
ما يعني التركيز بشكل أساسي على البروتينات والفواكه والخضروات ، مع الحد بنسبة
معينة من الكربوهيدرات والدهون ، ولتحقيق أفضل النتائج الممكنة ينصح بممارسة بعض
التمرينات الرياضية جنبا إلى جنب مع إتباع مثل هذه الأنظمة الغذائية .
2. الرجيم الصحب
الذب يهدف إلى زيادة الوزن : تشكل النحافة المفرطة خطرا على الصحة لايقل تأثيرا عن أخطار
السمنة وزيادة وزن الجسم على نحو مفرط ، وعلى هذا الأساس يتم الإعتماد على أنظمة
غذائية ذات محتوى مرتفع من السعرات الحرارية التي تهدف إلى زيادة معدل تراكم
الدهون بالجسم ، فضلا عن إبطاء معدلات الأيض والتمثيل الغذائي ، وتعتبر الدهون
والكربوهيدرات القاسم الأساسي المشترك للأنظمة الغذائية التي تهدف إلى زيادة وزن
الجسم في حالات النحافة المرضية المفرطة .
3. الرجيم الصحي الذي يهدف إلى تخلص
الجسم من السموم : تعرف
هذه الأنظمة الغذائية بين العامة بإسم حمية الديتوكس ، وقد لاقت إنتشارا واسعا في
السنوات الأخيرة ، فقد إكتشف العلماء أن معظم الأمراض بالجسم تنشأ في المقام الأول
نتيجة إصابة الجهاز المناعي بالخلل الوظيفي بتأثير تراكم السموم والشوارد الحرة ،
وهي المواد التي تنتج عن العمليات الحيوية لخلايا وأنسجة الجسم ، وبناء عليه فقد
توصلوا إلى حقيقة غاية في الأهمية والتى تتلخص في ضرورة تخليص الجسم من هذه المواد
الضارة ، وذلك لتعزيز الكفاءة الوظيفية للجهاز المناعي ، ومن ثم تقليل فرص الإصابة
بالأمراض .
وتعتمد حمية الديتوكس بشكل أساسي على تناول
الماء الساخن المضاف إليه بضع قطرات من الليمون ، وذلك بمجرد الإستيقاظ من النوم
صباحا ، على أن تتضمن وجبة الإفطار منتجات الألبان منزوعة الدسم ، بالإضافة إلى
الفواكه الغنية بمضادات الأكسدة كالتوت والتين والجريب فروت .. إلخ . أما وجبة
الغذاء فينبغي أن تتضمن الأرز البني والسلاطة الخضراء ، بالإضافة إلى مصدر
للبروتين بشرط خلوه من الدهون ( اللحوم الحمراء خالية الدهون ، المأكولات البحرية
، الأسماك ، منتجات الألبان منزوعة الدسم ، بياض البيض ) . أما العشاء فيقتصر على
تناول بعض الفواكه والخضروات بالإضافة إلى كوب من اللبن الزبادي منزوع الدسم . كما
ينصح بالإكثار من شرب الماء على مدار اليوم ، ولاسيما أنه العامل الرئيسي في حمية
تخلص الجسم من السموم ، مع ضرورة ألا تتجاوز مدة هذه الحمية 5 – 7 أيام حتى
لاتتسبب في أي تأثيرات صحية سلبية .
4. الرجيم الصحي ذو الأغراض العلاجية
: هناك توجه
سائد حاليا وهو الإعتماد على الغذاء في علاج الأمراض ، أو ما يعرف بإسم التغذية
العلاجية ، ولعل أشهر الأنظمة الغذائية في هذا المجال هو حمية داش ، والتي تم
تصميمها خصيصا لمرضى أمراض القلب المزمنة ومرض السكري ، حيث تعتمد بشكل رئيسي على
تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم والكالسيوم ، بالإضافة إلى الأطعمة التي تعزز من
الحالة الصحية للمريض ، مثل : الأسماك والمأكولات البحرية ، منتجات الألبان منزوعة
الدسم ،زيت الزيتون ، الفواكه الغنية بالألياف ، الخضروات الورقية الداكنة .. إلخ
. مع الحد قدر المستطاع من اللحوم الحمراء والسكريات والدهون والأطعمة ذات المحتوى
العالي من الصوديوم والمواد الحافظة .
5. الرجيم الصحي الذي يهدف إلى
التخلص من العادات الخاطئة : لعل أشهر الأمثلة في هذا النوع من الرجيم ، تلك الأنظمة الغذائية
التي صممت خصيصا للمساعدة في الإقلاع عن التدخين ، والتي تتضمن تناول إفطار يتكون
من الشوفان الذي يساعد في الحد من الرغبة في التدخين ، كذلك فإن الطماطم والموز
يساعدان على التخلص من آثار إنسحاب النيكوتين من الجسم دون أي أعراض مرضية تذكر .
وعموما ينصح أطباء التغذية في الأيام الأولى من الإقلاع عن التدخين بتجنب الأطعمة
الحمضية كالقهوة والبيض واللحوم الحمراء ، مع التركيز على تناول الأطعمة القلوية ،
ولاسيما منتجات الألبان والسبانخ والتين .
وفي النهاية ننصح بضرورة عدم إتباع أي نظام
غذائي إلا بعد البحث عن مشورة طبية متخصصة ، والتأكد من خلوه من أي تأثيرات صحية
ضارة .