هل فعلا يساعد الرجيم في التخلص من الوزن الزائد؟





الرجيم أو الحمية عبارة عن نظام غذائي يهدف إلى تحقيق أغراض صحية وعلاجية معينة ، وينبغي أن يتم تصميم الرجيم بواسطة خبراء التغذية المتمرسين والدارسين لهذا المجال ، وذلك لتحقيق أقصى إستفادة ممكنة ، فضلا عن تجنب أي تأثيرات سلبية محتملة .
يعتقد البعض أن الرجيم تقتصر فوائده على إنقاص الوزن فحسب ، وهو أمر يحمل جزء من الحقيقة وليس كلها ، إذ أن هناك أنظمة غذائية يتم تصميمها لأغراض أخرى ، وعموما يمكننا إجمال أنواع وأهداف الرجيم الصحي فيما يلي ..
1.      الرجيم الصحي الذي يهدف إلى إنقاص الوزن : ويعتبر هذا النوع من الأنظمة الغذائية هو الأكثر شيوعا وإنتشارا ، حيث يتضمن محتوى محدود نسبيا من السعرات الحرارية بهدف حث الجسم على حرق الدهون المتراكمة بالجسم ، وهو ما يعني التركيز بشكل أساسي على البروتينات والفواكه والخضروات ، مع الحد بنسبة معينة من الكربوهيدرات والدهون ، ولتحقيق أفضل النتائج الممكنة ينصح بممارسة بعض التمرينات الرياضية جنبا إلى جنب مع إتباع مثل هذه الأنظمة الغذائية .

2.      الرجيم الصحب الذب يهدف إلى زيادة الوزن : تشكل النحافة المفرطة خطرا على الصحة لايقل تأثيرا عن أخطار السمنة وزيادة وزن الجسم على نحو مفرط ، وعلى هذا الأساس يتم الإعتماد على أنظمة غذائية ذات محتوى مرتفع من السعرات الحرارية التي تهدف إلى زيادة معدل تراكم الدهون بالجسم ، فضلا عن إبطاء معدلات الأيض والتمثيل الغذائي ، وتعتبر الدهون والكربوهيدرات القاسم الأساسي المشترك للأنظمة الغذائية التي تهدف إلى زيادة وزن الجسم في حالات النحافة المرضية المفرطة .
3.      الرجيم الصحي الذي يهدف إلى تخلص الجسم من السموم : تعرف هذه الأنظمة الغذائية بين العامة بإسم حمية الديتوكس ، وقد لاقت إنتشارا واسعا في السنوات الأخيرة ، فقد إكتشف العلماء أن معظم الأمراض بالجسم تنشأ في المقام الأول نتيجة إصابة الجهاز المناعي بالخلل الوظيفي بتأثير تراكم السموم والشوارد الحرة ، وهي المواد التي تنتج عن العمليات الحيوية لخلايا وأنسجة الجسم ، وبناء عليه فقد توصلوا إلى حقيقة غاية في الأهمية والتى تتلخص في ضرورة تخليص الجسم من هذه المواد الضارة ، وذلك لتعزيز الكفاءة الوظيفية للجهاز المناعي ، ومن ثم تقليل فرص الإصابة بالأمراض .

وتعتمد حمية الديتوكس بشكل أساسي على تناول الماء الساخن المضاف إليه بضع قطرات من الليمون ، وذلك بمجرد الإستيقاظ من النوم صباحا ، على أن تتضمن وجبة الإفطار منتجات الألبان منزوعة الدسم ، بالإضافة إلى الفواكه الغنية بمضادات الأكسدة كالتوت والتين والجريب فروت .. إلخ . أما وجبة الغذاء فينبغي أن تتضمن الأرز البني والسلاطة الخضراء ، بالإضافة إلى مصدر للبروتين بشرط خلوه من الدهون ( اللحوم الحمراء خالية الدهون ، المأكولات البحرية ، الأسماك ، منتجات الألبان منزوعة الدسم ، بياض البيض ) . أما العشاء فيقتصر على تناول بعض الفواكه والخضروات بالإضافة إلى كوب من اللبن الزبادي منزوع الدسم . كما ينصح بالإكثار من شرب الماء على مدار اليوم ، ولاسيما أنه العامل الرئيسي في حمية تخلص الجسم من السموم ، مع ضرورة ألا تتجاوز مدة هذه الحمية 5 – 7 أيام حتى لاتتسبب في أي تأثيرات صحية سلبية .
4.      الرجيم الصحي ذو الأغراض العلاجية : هناك توجه سائد حاليا وهو الإعتماد على الغذاء في علاج الأمراض ، أو ما يعرف بإسم التغذية العلاجية ، ولعل أشهر الأنظمة الغذائية في هذا المجال هو حمية داش ، والتي تم تصميمها خصيصا لمرضى أمراض القلب المزمنة ومرض السكري ، حيث تعتمد بشكل رئيسي على تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم والكالسيوم ، بالإضافة إلى الأطعمة التي تعزز من الحالة الصحية للمريض ، مثل : الأسماك والمأكولات البحرية ، منتجات الألبان منزوعة الدسم ،زيت الزيتون ، الفواكه الغنية بالألياف ، الخضروات الورقية الداكنة .. إلخ . مع الحد قدر المستطاع من اللحوم الحمراء والسكريات والدهون والأطعمة ذات المحتوى العالي من الصوديوم والمواد الحافظة .
5.      الرجيم الصحي الذي يهدف إلى التخلص من العادات الخاطئة : لعل أشهر الأمثلة في هذا النوع من الرجيم ، تلك الأنظمة الغذائية التي صممت خصيصا للمساعدة في الإقلاع عن التدخين ، والتي تتضمن تناول إفطار يتكون من الشوفان الذي يساعد في الحد من الرغبة في التدخين ، كذلك فإن الطماطم والموز يساعدان على التخلص من آثار إنسحاب النيكوتين من الجسم دون أي أعراض مرضية تذكر . وعموما ينصح أطباء التغذية في الأيام الأولى من الإقلاع عن التدخين بتجنب الأطعمة الحمضية كالقهوة والبيض واللحوم الحمراء ، مع التركيز على تناول الأطعمة القلوية ، ولاسيما منتجات الألبان والسبانخ والتين .

وفي النهاية ننصح بضرورة عدم إتباع أي نظام غذائي إلا بعد البحث عن مشورة طبية متخصصة ، والتأكد من خلوه من أي تأثيرات صحية ضارة .