مما لاشك فيه أن السمنة هي مرض العصر ، وبناء
عليه فقد ظهرت العديد من التوجهات الطبية والغير طبية التي تدعو إلى فقدان الوزن ،
والحفاظ على وزن الجسم ضمن المعدلات الطبيعية المطلوبة ، وهو ما إستدعى إستحداث
العديد من الوسائل العلاجية التي تساعد على فقدان الوزن ، فقد إقتصرت التدابير
العلاجية في الماضى على إتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة فحسب ، لكن لاحقا
ومع التقدم الطبي في العقود والسنوات الأخيرة ظهرت وسائل علاجية أخرى كالعلاج
الدوائي المساعد ، فضلا عن تقنيات جراحية متعددة كتكميم المعدة وبالون المعدة ..
إلخ .
وعلى الرغم من كل ذلك فقد تجاهل قطاع عريض من
الناس مشكلة السمنة المفرطة ، وتركوا أنفسهم نهبا لها تعيث بهم وبحياتهم فسادا
وإفسادا ، لذا ومن خلال السطور القليلة القادمة سنقوم بتسليط الضوء على أهم الأسباب
التي من شأنها أن تجعلك تفكر في فقدان الوزن الزائد من جسمك ، وتجعلك راغبا في
الحصول على جسم مثالي ورشيق .
1.
الأمراض المزمنة : تعتبر السمنة هي العامل
الرئيسي الأول المسبب للعديد من الأمراض المزمنة التي قد تصيب الجسم ، حيث تتسبب
السمنة في إرتفاع مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية بالدم ، وبالتالي الإصابة
بالأمراض القلبية المزمنة كإرتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين وخلل القلب الوظيفي ..
إلخ . أيضا وعلى نفس السياق تتسبب السمنة في إضطراب مستويات الإنسولين بالدم ، مما
يفتح المجال لإمكانية الإصابة بمرض السكري .
2.
الإضطرابات الهرمونية : تتسبب السمنة في
العديد من الإضطرابات الهرمونية بالجسم ، وبالتالي زيادة إحتمالية حدوث إضطرابات
بالغدد الصماء ، ولاسيما الغدة الدرقية ( الإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية أو خمول
الغدة الدرقية ) & الغدة الكظرية . ويعتبر فقدان الوزن هو الخطوة العلاجية
الأولى في علاج مثل هذه الإضطرابات الهرمونية بما تحمله من تأثيرات صحية خطيرة .
3.
العقم ومشكلات الإنجاب : يؤكد الخبراء على أن
السمنة المفرطة ذات تأثير سلبي مباشر على مسألة الخصوبة للرجال والنساء على حد
سواء . تتسبب السمنة المفرطة لدى النساء في حدوث إضطرابات الدورة الشهرية ومشكلات
الإباضة ، مما قد يمثل عائقا أمام فرص حدوث الإنجاب . كذلك فإن السمنة تعتبر أحد
الظواهر المرضية الأساسية في الكثير من الأمراض النسائية ، منها على سبيل المثال
لا الحصر مرض تكيس المبايض . ولايختلف الأمر كثيرا بالنسبة للرجال ، فمن المعلوم
أن السمنة المفرطة قد تتسبب في إختلال تكوين الحيوانات المنوية ، وبالتالي تقلص
فرص حدوث الإنجاب . أيضا قد تكون السمنة المفرطة أحد العوامل المؤدية لحدوث مشكلات
العجز الجنسي وضعف الإنتصاب .
4.
إضطرابات النوم : من المعروف أن السمنة تؤدي
إلى الإصابة بإنقطاع النفس المفاجئ أثناء النوم ، مما يؤدى إلى الإستيقاظ أكثر من مرة أثناء ساعات النوم ، وهو الأمر
الذي يتسبب في الإصابة بالأرق المزمن وضعف الذاكرة وعدم القدرة على التركيز أو
التفكير بشكل صحيح ومتوازن .
5.
آلام المفاصل : يتسبب العبء الواقع على
المفاصل بفعل وزن الجسم الزائد في الشكوى من آلام شديدة بهذه المفاصل ، وهو ما
يؤدي إلى وجود صعوبة بالمشي أو الحركة بشكل عام ، فضلا عن الشكوى لاحقا من
إلتهابات المفاصل المتكررة وتآكل الغضاريف المحيطة بها .
6.
المعاناة الإجتماعية : يعاني قطاع عريض من
الأشخاص المصابين بالسمنة من قصور الجانب الإجتماعي فى حياتهم ، إذ يميل بعضهم إلى
العزلة والإنطواء تجنبا للتعرض من السخرية أو التقليل من شأنهم بسبب زيادة الوزن ،
كما أن وزن الجسم الزائد قد يمثل مشكلهم بالنسبة إليهم في ممارسة الأنشطة أو
إرتياد الأماكن العامة .
7.
المشكلات النفسية : قد تتسبب المعاناة
الإجتماعية التي ذكرت بالأعلى في زيادة إحتمالية التعرض للعلل النفسية كالإصابة
بالإكتئاب والخوف والقلق ، وهو ما يؤدي إلى زيادة النهم نحو الطعام كرد فعل تعويضي
، وبالتالي زيادة الوزن على نحو مضطرد ومستمر ، وهو ما يعني الإنغماس في حلقة
مفرغة لافكاك منها إلا بالإرادة القوية والإستعانة بدعم المحيطين والبحث عن مشورة
طبية نفسية متخصصة .